الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

كيف تحب القراءة ؟

     كيف تحب القراءة؟ هناك مثل غربي يقول " اذا أردت أن تسعد إنساناً فحبب إليه القراءة"، وهذه حقيقة بلا شك، فملكة القراءة تمنح صاحبها متعة لا تقاوم، فقراءة الكتب عالم لا يحده الخيال ولا يتصوره العقل. يقول الأديب عباس العقاد " لست أهوى القراءة لأكتب، ولا أهوى القراءة لأزداد عمراً في تقدير الحساب، وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني، والقراءة هي التي تعطيني أكثر من حياة، لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق". كل البشر يدركون أهمية القراءة، لكن أغلبهم بالرغم من ذلك لا يمارسونها. كيف تحب القراءة ؟؟ وكيف ترتبط بها ؟

أولاً: ماذا أقرأ ؟

الكثير من الناس لا يقرأون، لأنهم وبكل بساطة يجهلون ماذا يقرأون، ولأنهم حاولوا أن يقرأوا ما لم يناسبهم أساساً فعجزوا عن إكماله، فاعتقدوا بأنهم لا يحبون القراءة، فعزفوا عن الأمر كله، وأصبح هناك حاجز نفسي كبير بينهم وبين القراءة، لذلك يجب الأجابة على هذا السؤال، ماذا أقرأ؟ والإجابة سهلة للغاية، وهي بكل بساطة أن تقرأ ما تحب. الحب مفتاح كل شيء وهو الذي يمكن أن يفتح به الإنسان باب القراءة الواسع، فالحب سيجلب له المتعة، والمتعة ستكون دافعه للمواصلة في طريق القراءة. لكن هل كل ما تحب قراءته سيكون مفيداً لك؟ نعم لا يوجد شيء تقرأه ولا يكون مفيداً، لكن الفرق سيكمن في مقدار الفائدة من كل قراءة.

ثانياً: لماذا أقرأ ؟

يجهل الكثير من الناس أهدافهم من قراءة كتاب معين، وبالتالي يبتعدون عن الأسلوب الصحيح لقراءة الكتاب، فتراهم إما يقرأونه بسطحية، وإما يتعمقون به بشكل مبالغ فيه. معرفة الإجابة على هذا السؤال بالتحديد، هي المفتاح لمعرفة مقدار الجهد الذي يجب على القارئ أن يبذله لقراءة الكتاب الذي بين يديه. كثير من القراء يعتقدون بوجوب قراءة الكتاب كاملاً، بينما يكون الأمر غير ذلك في أحيان كثيرة. أحياناً يكون الصواب أن ينتقي القارئ من أجزاء الكتاب وفصوله ما يتلاءم واحتياجاته، ويتوافق مع نفسه وفكره فقط.

الأهداف الرئيسية للقراءة:
1- الاستمتاع والحصول على الثقافة العامة.
2- معرفة الفكرة العامة لكتاب ما. 
3- هدف بحثي أو أكاديمي إما لكتابة أو ما شابه، أو تحضيراً لدرس، أو استعداداً لامتحان.
وغيرها .... الخ..وقد يجتمع أكثر من هدف.

ثالثاً: أين أقرأ ؟

إن الإجابة على هذا السؤال، قبل دخول عالم القراءة، أمر مهم جداً، لأنه اذا أخطأ الإنسان في اختيار المكان المتناسب مع نفسيته، فسيكتشف لاحقاً بأن مقدار الفائدة التي يتحصل عليها من ذلك الوقت الذي يقضيه في القراءة متقلص جداً، وقد يعتقد بأنه ليس بارعاً في القراءة، ويحجم عنها رويداً رويداً حتى يعزف عنها بالجملة. لذا لكي تحب القراءة يجب أن تعرف أي الأماكن أفضل بالنسبة لك، وأن تسعى لتوفير هذا المكان.

رابعاً: متى أقرأ ؟

لا شك أن الإنسان قادر على القيام بفعل القراءة في أي وقت، لكن المقصود هنا الوقت الذي يستطيع القارئ خلاله أن يحصل على أفضل ثمره مما يقرأ. لكل منا ساعة ذهبية للقراءة وفي هذه الساعة يجد القارئ نفسه أكثر حباً واستمتاعاً بما يقرأ. قد لا تكون هذه الساعة 60 دقيقة تماماً، فقط تطول عن ذلك بكثير، وقد تقصر كذلك، لكنها تلك الفترة التي تظل مليئة بالحيوية الذهنية وصفاء النفس. قد تكون الساعة الذهبية في ساعات الصباح الباكر عند بعض الناس، وقد تكون عند البعض الآخر في منتصف النهار او قبل المساء أو حتى في منتصف الليل عندما يهدأ ضجيج العالم. قد تكون في أي وقت، لكن على القارئ في النهاية أن يعرفها فيحدد ساعته الذهبية التي تتوافق مع طبيعته الخاصة، والتي يكون فيها تركيزه في أعلى درجاته وفي أوج نشاطه.


خامساً: كيف أقرأ ؟

القراءة فن، وكما أن لكل فنان أسلوبه وطريقته، فيجب على القارئ، إن أراد التميز وتعلم كيفية القراءة بصورة صحيحة، أن يتعلم أساليب القراءة مثل قراءة الاستطلاع العام، والقراءة الماسحة، والقراءة العابرة، والقراءة الدراسية، والقراءة السريعة، وغيرها، وأن يعرف متى يطبق كل واحدة منها على حسب هدفه من القراءة.

سادساً: كم أقرأ ؟

كم كتاباً أقرأ في الشهر؟ ليس مهماً أبداً عدد الكتب التي يقرأها الإنسان، المهم ماهية هذه الكتب وطبيعة محتواها، وما إذا كانت تحقق له الوصول إلى أهدافه المرجوة من وراء قراءتها. بعض القراء يقرأون عشرات الكتب شهرياً، ولكن شيئاً من محتويات هذه الكتب لم ينعكس عليهم على أي صعيد، وبعض القراء يقرأ كتاباً واحداً فيخرج منه بعشرات الأفكار.

سابعاً: هل يجب أن أكمل أي كتاب بدأت في قراءته ؟

يخطئ كثير من القراء حينما يعتقدون بوجوب إكمال أي كتاب يشرعون في قراءته، فالحقيقة أن هذا فخ خطير يصرف القارئ عن استكمال سياحته في عالم القراءة البديع. قراءة الكتاب ليست غاية في ذاتها، وإنما الغاية هي الوصول إلى تحصيل الفائدة والمعرفة الكامنة فيه. قراءة الكتاب ليست مهمة أو عملاً لا بد من إنجازه بأي شكل من الأشكال، وإنما هي رحلة في عالم الفكر لأجل الإستمتاع والحصول على الفائدة معاً، فإن وجد الإنسان بأن هذه الرحلة لن تصل به إلى هذه النتيجة، فعليه أن يقطعها ويتجه إلى رحلة أخرى يجد فيها مبتغاه.

اقرأ ايضاً:
علامات الترقيم في اللغة العربية
تعلم واتقن اللغة الأنجليزية بسهولة
كيف تشتري سيارة مستعملة ؟
20 وجبة خفيفة لمحاربة الجوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق